تصدير>>

تصدير

هذا الكتاب يبحث أصلاً فى تاريخ قبيلة (الميما) . وهو فى الحقيقة لا يعتبر مرجعاً لهذا القبيلة فحسب . بل لكثير من القبائل السودانية بمنطقة دارفور وكردفان , التى هاجرت من شبه الجزيرة العربية الى السودان خلال عهود الهجرات نالعربية المتوالية منذ الفتوحات الإسلامية . بل ومرجعاً القبائل المستوطنة أصلاً فى غرب السودان .
ولاشك أن البحث فى تاريخ القبائل المهاجرة الى السودان خلال العصور الماضية والتي كانت من ضمنها قبيلة (الميما) هذه , يعتبر تحدياً كبيراً فى ظل شح وندرة المصادر والمراجع التى تتناول مثل هذا الموضوع .
ويتكون هذا الكتاب من مقدمة وثمانية فصول وخاتمة . وتشمل المقدمة فكرة مقتضية , وإلمامة سريعة بأصل وجزور قبيلة (الميما) , وكيفية هجرة أسلافها من شبه الجزيرة العربية الى غرب السودان , والتى تمثلت فى عوامل سياسية , وأسباب بيئية وطبيعية , وأخرى دعوية وتجارية وغيرها .
والفصل الثانى يتتبع الطرق التى سلكتها هذه القبائل المهاجرة . امَا الفصل الثالث فهو الأكبر بحثاً سفى جزور التاريخية لقبيلة (الميما) وأسباب تسميتها بهذا الإسم . وقد إستعرضنا فيه مختلف آراء المؤرخين والكُتاب والباحثين , والرواة الثقات من المشايخ الذين لهم إلمام واسع بتاريخ القبيلة ويكاد يتفق معظم هؤلاء على أن قبيلة (الميما) أموية الأصل .
وفى الفصل الرابع تتبعنا حياة القبائل العربية المهاجرة الى دارفور , والتى كان معظمها من البدو الرحل الذين فضلوا حياة التجوال فى الصحارى والبوادى
(8)
بإبلهم وأبقارهيم وأغنامهم. وتناولنا كذلك حياة التجار والرعاة وما شاكلهم , الذين إستقروا فى غرب السودان الى جانب نتائج عمليات االتزاوج والإندماج والمصاهرة التى تمت بين هولاء المهاجرين والسكان المحليين.
أما الفصل الخامس , فقد تحدثنا فيه بإسهاب عن الدور السياسى والحربى لقبيلة ( الميما) والذى تمثل فى المشاركة الفعالة فى وضع نهاية للحكم التركى المصرى فى دارفور وذلك بمحاصرة الفاشر زإسقاطها والقبض على سلاطين باشا .
كما إستعرضنا دور القائد الميماوى المغوار الخليل كُرُمَةْْ وبعض المؤرخين يكتبونه على الواو (كرومة) .
والفصل السادس , تناولنا فيه دور القبيلة وإلتزامها ومناصرتها للثورة المهدية , وموقف جيوشها وقادتها فى كل المعارك , ودورهم مابعد موقعة كررى .
الفصل السابع إشتمل على ملامح عن النشاط الإقتصادى والتجارى للقبيلة .
الى جانب مورثاتها الشعبية والفنية والثقافية والإجتماعية وتراثها الغذائى .
أما الفصل الثامن والأخير , فقد إحتوى على سجل لأبرز شخصيات القبيلة من سلاطين وملوك وأمراء وقادة . الى جانب سجل بفروع القبيلة فى انحاء السودان أما الخاتمة , فقد بينل فيها الأسلوب الحديث الذى إنتهجناه فى كتابة هذه الإصدارة مع ذكر أسماء المؤرخين الذين إستفدنا من معلوماتهم , فى بداية الحديث عن كل موضوع